بيان أوقاف البدرشين بشأن النظافة
من منطلق رسالة الدعاة أردنا أن نوجه عناية كل مسلم يحب دينه الى خطورة القمامة وما فيها من ضرر على الفرد والمجتمع لذا ينبغى علينا أن نتكاتف من أجل بيئةطاهرة وشوارع نظيفة.
قال تعالى : (وثيابك فطهر) وقال تعالى : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في طَرِيقٍ إِذْ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ الله له فَغَفَرَ له) وعن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إلا الله وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عن الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ من الْإِيمَانِ) مسلم عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثلاث الْبَرَازَ في الْمَوَارِدِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَالظِّلِّ ) الترمذى . وقد امتد هذا التطهير والتجميل من أشخاص المسلمين إلى بيوتهم وطرقهم فإن الإسلام نبه إلى تخلية البيوت من الفضلات والقمامات، حتى لا تكون مباءة للحشرات، ومصدرا للعلل: وكان اليهود يفرطون فى هذا الواجب فحذر المسلمين من التشبه بهم . روى أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن الله تعالى طيب يحب الطيب ، نظيف يجب النظافة ، كريم يجب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود". وإماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان: وقد اعتبر هذا العمل الخفيف الجليل صلاة مرة، وصدقة مرة أخرى . ففى الحديث: "حملك عن الضعيف صلاة ، وإنحاؤك الأذى عن الطريق صلاة". وفى حديث آخر : بكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ، ويميط الأذى عن الطريق صدقة " . أى إزالة الأذى من حجر أو شوك أو نجاسة أو ما شابه ذلك .إن النظافة ركن الصحة البدنية، فإن الوسخ والأقذار مجلبة الأمراض والأدواء الكثيرة، وجدير بالمسلمين أن يكونوا أصح الناس أجسادا وأقلهم أمراضا، لأن دينهم مبنى على المبالغة فى نظافة الأبدان والثياب والأمكنة، فى الأثر لا سلطان لإبليس على قلوب الناس، ولكنى أسلطه بالمعاصى كما أسلط الذباب على العيون القذرة، والأوبئة على البلاد التي لم يراع أهلها االنظافة إن عناية الإسلام بالنظافة والصحة جزء من عنايته بقوة المسلمين المادية والأدبية، فهو يتطلب أجساما تجرى فى عروقها دماء العافية، ويمتلئ أصحابها فتوة ونشاطا، فإن الأجسام المهزولة لا تطيق عبئا، والأيدى المرتعشة لا تقدم خيرا . وللجسم الصحيح أثر، لا فى سلامة التفكير فحسب، بل فى تفاؤل الإنسان مع الحياة والناس.. ورسالة الإسلام أوسع فى أهدافها وأصلب فى كيانها من أن تحيا فى أمة مرهقة، موبوءة عاجزة . ومن أجل ذلك حارب الإسلام المرض، ووضع العوائق أمام جراثيمه حتى لا تنتشر، فينتشر معها الضعف والتراخى والتشاؤم وتستنزف فيها قوى البلاد والشعوب . وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " من آذى المسلمين فى طرقهم وجبت عليه لعنتهم " . وفى رواية : (من غسل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) .وَالشَّيَاطِينَ تَنْفِرُ عَنْهُ، وَأَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى الشَّيَاطِينِ الرَّائِحَةُ الْمُنْتِنَةُ الْكَرِيهَةُ، فَالْأَرْوَاحُ الطَّيِّبَةُ تُحِبُّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ، وَالْأَرْوَاحُ الْخَبِيثَةُ تُحِبُّ الرَّائِحَةَ الْخَبِيثَةَ، وَكُلُّ رُوحٍ تَمِيلُ إِلَى مَا يُنَاسِبُهَا، فَالْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ، وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ، وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ، وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ، وَقَالَ عَنْ هَذِهِ الأماكن القذرة{إنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضِرَةٌ} أَيْ يَحْضُرُهَا الشَّيْطَانُ وَقَالَ: {فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ} . وَقَالَ {إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا} وَقَالَ: {إنَّ اللَّهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ} فلا تستغرب أن مثل هذه الأمور ذكرها العلماء، فكم من شخص ظلم الآخرين وهو لا يشعر! وكم من شخص آذى العباد وهو لا يشعر! فلا يحملنك الشيطان على الأنفة والكبر فلا تطلب من إخوانك أن يعفوا عنك وأنت ظالم لهم بإيذائك لهم . بل كن أيجابيا تسلم وتغنم وتكن من الفائزين .